ينبغي على التّجار استخدام نقاط وقف الخسائر وجني الأرباح من أجل تفعيل نسبة مخاطر/مكاسب تصل الى 1:1 أو أعلى.
و هم على حقّ في أكثر من 50% من الوقت، ولكنّهم يخسرون المزيد من الأموال على التجارات الخاسرة أكثر ممّا يربحون على التجارات الرابحة.
لماذا تحرّكات العملة الرئيسية تؤدّي الى تكبّد التاجر خسائر أكبر؟ من أجل اكتشاف ذلك، قام فريق البحوث في الدايلي أف أكس بدراسة بيانات التداول لآلاف الحسابات الحقيقية في أف أكس سي أم. في هذا المقال، نتناول الخطأ الأكبر الذي يقترفه تجّار الفوركس، الى جانب طريقة تخوّل التاجر التداول بشكل صحيح.
وقدّم دايفيد رودريغيز، محلّل كمّي في الدايلي أف أكس، بعرض هذا البحث في معرض تداول العملات التابع لأف أكس سي أم الذي أجري في العام 2011.
جعلت التحرّكات الكبرى التي يسجّلها الدولار الأميركي مقابل اليورو وغيره من العملات تجارة الفوركس شعبية أكثر من أي وقت مضى، بيد أنّ تدفقات التّجار الجدد قابلها ابتعاد للتّجار القدامى.
ما هو السبب الذي يدفع تاجر الفوركس ذات الخبرة المتوسّطة الى اقتراف الأخطاء؟
يظهر الرسم الوارد أعلاه نتائج سلّة من البيانات التي تشمل أكثر من 12 مليون تجارة حقيقية قام بها عملاء أف أكس سي أم حول العالم في العام 2009 و2010. إنّه يبيّن أكثر 15 زوج عملات تداولاً. كما يظهر العمود الأزرق نسبة التجارات التي أقفلت وحقّق من خلالها العميل الربح. في حين يبيّن العمود الأحمر نسبة التجارات التي أقفلت وتكبّد من خلالها العميل الخسائر. على سبيل المثال، في حالة زوج اليورو/دولار، وهو الزوج الأكثر شعبية، حقّق عملاء أف أكس سي أم في المثال الأرباح على 59% من تجاراتهم وخسروا على 41% منها.
يملك العديد من تجّار الفوركس خبرة ملحوظة في التداول في الأسواق الأخرى، وغالبًا ما يكون تحليلهم الفنّي والأساسي جيّدًا. في الواقع، وعند تداول معظم الأزواج الأكثر شعبية في صفوف عملاء أف أكس سي أم، التّجار هم على حقّ في أكثر من 50% من الوقت.
إذًا لو كان التّجار على حقّ أكثر من نصف الوقت، ماذا يفعلون خطأ؟
لنأخذ اليورو/دولار كمثل. نحن نعلم انّ تجارات اليورو/دولار كانت رابحة في 59% من الوقت، بيد أنّ خسائر التاجر على اليورو/دولار ناهزت متوسّط 127 نقطة أساسية، في حين بلغ متوسّط المكاسب 65 نقطة فقط. وبينما كان التّجار على حقّ في أكثر من نصف الوقت، خسروا مرتين تقريبًا.
يكشف الرسم أعلاه الأمور على حقيقتها. يظهر في الأزرق متوسّط عدد النقاط التي كسبها التّجار على التجارات الرابحة. كما يلقي الأحمر الضوء على متوسّط عدد النقاط التي خسرها التاجر في التجارات الخاسرة. بإمكاننا الآن رؤية بكلّ وضوح سبب خسارة التّجار أموالهم على الرغم من كونهم على حقّ في أكثر من نصف الوقت. إنّ قدر الأموال الذي يخسرونه في التجارات الخاسرة يفوق ذلك الذي يكسبونه في التجارات الرابحة.
سجّلات زوج الاسترليني/ين الكثير التذبذب كانت أسوأ بكثير. كان التّجار على حقّ في 66% من الوقت. مع ذلك، خسر التّجار بالمجمل الأموال إثر تداولهم الاسترليني/ين لأنّهم حقّقوا فقط 52 نقطة أساسية على التجارات الرابحة، بينما خسروا أكثر من ضعفي ذلك الرقم- متوسّط 122 نقطة- على التجارات الخاسرة.
أوقف خسائرك مبكرًا، واسمح لأرباحك أن تأخذ مداها
تنصح كتب التداول التي لا تعدّ ولا تحصى التّجار بالقيام بذلك. عندما تسلك التجارة مسارًا ضدّك، قم بإقفالها. تكبّد الخسائر الصغيرة ومن ثمّ جرّب لاحقًا، في حال كان الوضع ملائمًا. من الأفضل تحمّل خسائر صغيرة في وقت باكر عوضًا عن تكبّد خسائر كبيرة في وقت لاحق. في المقابل، عندما تصبّ التجارة لصالحك، لا تخف من تركها مفتوحة. من المحتمل أن تحقّق المزيد من الأرباح.
قد يبدو هذا الأمر بسيطًا ولكنّه يتناقض مع الطبيعة البشرية. نرغب دائمًا في أن نكون على حقّ. نرغب تلقائيًا بالحفاظ على الخسائر على أمل أن تتحوّل الأوضاع وتصبح تجارتنا "صحيحة". في غضون ذلك، نريد أن نخرج من التجارات الرابحة في وقت باكر بسبب خوفنا من خسارة الأرباح المحقّقة. هذه هي الطريقة التي تخسر من خلالها الأموال. عند التداول، من الضروري أكثر أن تحقّق المكاسب وليس أن تكون على حقّ. لذلك، تقبّل خسائرك في وقت مبكر واسمح لأرباحك بأن تأخذ مداها.
كيفية القيام بذلك: إتبع قاعدة واحدة بسيطة
من السهل للغاية تفادي المشكلة التي تؤدّي الى تكبّد الخسائر والتي ناقشناها أعلاه. عند التداول، دائمًا إتبع قاعدة بسيطة: دائمًا إبحث عن أرباح أعلى من الخسائر التي تخاطر بها. إنّها نصيحة قيّمة يمكن إيجادها في كلّ كتاب تداول. يسمّى ذلك "بنسبة المخاطر/المكاسب". إذا كنت تخاطر بخسارة عدد النقاط نفسه الذي تأمل في كسبه، تكون نسبة المخاطر/المكاسب 1- مقابل- 1(تكتب أحيانًا 1:1). إذا كنت تستهدف تحقيق مكاسب بمقدار 80 نقطة أساسية مع المخاطرة ب40 نقطة، تكون نسبة المخاطر/المكاسب 1:2. إذا اتّبعت هذه القاعدة البسيطة، بإمكانك أن تكون على حقّ أزاء نصف تجاراتك فقط ولا يزال بمقدورك جني الأموال لأنّك ستكسب أرباحًا على التجارات الرابحة تفوق الخسائر التي ستتحمّلها على تجاراتك الخاسرة.
ما هي النسبة التي ينبغي عليك استخدامها؟ يعتمد ذلك على نوع التجارة التي تقوم بها. ينبغي عليك دائمًا استخدام نسبة لا تقلّ عن 1:1. بهذه الطريقة، إذا كنت على حقّ في نصف الأوقات فقط، ستخرج على الأقلّ من التجارة متعادلاً. بشكل عام، عبر استعمال استراتيجيات تداول عالية الإحتمالات، كإستراتيجيات تداول النطاق، سترغب بإستعمال نسبة أقلّ لربّما بين 1:1 و1:2. بالنسبة الى التجارات ذات الإحتمالات المتدنّية، كإستراتيجيات تداول الإتّجاه، ننصح بإستخدام نسبة مخاطر/مكاسب أعلى ك1:2 أو 1:3 او حتّى 1:4. تذكرّ أنّه كلّما كانت نسبة المخاطر/المكاسب التي تختارها أعلى، كلّما تدنّت حاجتك لتوقّع مسار السوق من أجل جني الأرباح.
تمسّك بخطّتك: استعمل وقف الخسائر وجني الأرباح
عندما يكون لديك خطّة تداول تستعمل فيها نسبة ملائمة من المخاطر/المكاسب، يتجسّد التحدّي التالي بالتمسّك بخطّتك. تذكرّ أنّه من البديهي بالنسبة الى البشر الرغبة بالتمسّك بالخسائر وجني الأرباح في وقت باكر، ولكن ذلك يؤدّي الى تداول سيّء. من الضروري تجاوز هذه الميول البديهية وإبعاد مشاعرنا عن التداول. تتمثّل الطريقة الأفضل للقيام بذلك بتجهيز تجارتك بأوامر وقف خسائر وجني أرباح منذ البداية. سيسمح لك ذلك بإستخدام النسبة الصحيحة من المخاطر/المكاسب (1:1 أو أعلى) والتمسّك بها. عندما تحدّدها، لا تدخل أي تعديلات عليها (ثمّة استثناء وحيد: بإمكانك تغيير وقف الخسائر لصالح تحقيق المزيد من المكاسب في حال كانت السوق تمشي لصالحك).
إنّ إدارة مخاطرك بهذه الطريقة هي جزء من ما يطلق عليه العديد من التّجار اسم "إدارة الأموال". في أقلّ من نصف الوقت، يكون العديد من أكثر تجّار الفوركس نجاحًا محقّين بشأن اتّجاه السوق. وبما انّهم يطبّقون إدارة جيّدة للأموال، يعمدون الى إيقاف خسائرهم بسرعة ويسمحون للأرباح بأن تأخذ مداها، فيواصلون تحقيق الأرباح على التداولات بالمجمل.
هل تنجح هذه القاعدة فعلاً؟
بكلّ تأكيد. ثمّة سبب كامن وراء تأييدها من قبل العديد من التّجار. بإمكانك بالفعل ملاحظة الفرق في الرسم الظاهر أدناه.
يظهر الخطّان الواردان على الرسم أعلاه العوائد الإفتراضية المحقّقة من خلال تطبيق استراتيجية تداول النطاق المبنيّة على مؤشر القوّة النسبية RSI وتشمل زوج الدولار/فرنك سويسري مع استخدام رسم بياني ل60 دقيقة. تمّ تطوير هذا النظام لتقليد الإستراتيجية التي يتّبعها عدد كبير للغاية من عملاء أف أكس سي أم الذين يميلون لأن يكونوا تجّار نطاق. في هذا الصدد، يبيّن الخط الأزرق العائدات "الخام"، أي في حال لم تستعمل أوامر وقف الخسائر وجني الأرباح.
يتبع نظامنا "الخام" عملاء أف أكس سي أم ولكن بطريقة مختلفة- يمتلك فرص عالية للنجاح ولكنّه لا يزال يخسر أموال على التجارات الخاسرة أكثر من المكاسب التي يحقّقها على التجارات الرابحة. إنّ التجارات التي يتمّ تنفيذها من خلال النظام "الخام" حقّقت الأرباح في 65% من الوقت خلال فترة الإختبار، إلاّ أنّها خسرت حوالى 200$ على التجارات الخاسرة وحقّقت ما يناهز 121$ على تلك الرابحة.
على صعيد أوامر وقف الخسائر وجني الأرباح في هذا النموذج، نحدّد أمر وقف الخسائر عند قيمة ثابتة هي 115 نقطة أساسية وجني الأرباح عند 120 نقطة، ما يوفر لنا نسبة مخاطر/مكاسب أعلى بقليل من 1:1. وبما أنّ هذه الإستراتيجية هي تداول نطاق مؤشر القوّة النسبية، إنّها توفر لنا نسبة مخاطر/مكاسب نتائج أفضل، لأنّ هذه الإستراتيجية عالية الإحتمالات. 56% من التّجار في النظام حقّقوا الأرباح.
من خلال مقارنة هاتين النتيجتين، يمكن ملاحظة أنّ النتائج العامّة ليست فقط أفضل مع أوامر وقف الخسائر/جني الأرباح، بل النتائج الإيجابية هي أكثر ثباتًا. الإتّجاه الهبوطي هو أصغر حجمًا ومنحى الرصيد أكثر سلاسة.
علاوة على ذلك، بشكل عام، كانت نسبة المخاطر/المكاسب البالغة 1- مقابل-1 أو أعلى مربحة أكثر من تلك الأدنى. يظهر الرسم الوارد أدناه مثال على تحديد وقف الخسائر عند 110 نقاط أساسية لكلّ تجارة. يحقّق النظام الأرباح الأفضل عند حوالى مستوى مخاطر/مكاسب 1- مقابل-1 و1- مقابل-1.5. في الرسم أدناه، يبيّن المحور الأيسر إجمالي العائدات المحقّقة عبر الوقت بواسطة النظام. كما يظهر المحور السفلي نسب المخاطر/المكاسب. بإمكانك ملاحظة الإرتفاع الحادّ عند مستوى 1:1.
نشير مرّة جديدة الى أنّ نموذج الإستراتيجية المستعمل في هذه الحالة هو استراتيجية تداول النطاق ذات الإحتمالات العالية، لذلك سيكون استخدام نسبة مخاطر/مكاسب متدنّية ناجحًا. في حالة استراتيجية الإتّجاه، نتوقّع الحصول على نتائج أفضل مع نسبة مخاطر/مكاسب أعلى، إذ تواصل الإتّجاهات الصبّ لصالحك لطالما تبقى تحركات الأسعار مقيّدة ضمن نطاق.
خطّة اللّعب: ما هي الإستراتيجية التي يجب استخدامها؟
يُخضع تجار الفوركس أوامر وقف الخسائر وجني الأرباح الى نسبة مخاطر/مكاسب تصل الى 1:1 أو أعلى.
عندما تفتح تجارة، تأكّد من استعمالك لأوامر وقف الخسائر وجني الأرباح. تأكّد دائمًا من أنّ هدف أرباحك هو على الأقلّ بعيد للغاية عن سعر الدخول تمامًا كما هو وقف الخسائر. بإمكانك طبعًا تحديد هدف سعر أعلى مع استعمال نسبة تصل الى 1:2 او أكثر عند تداول النطاق. حينئذ بإمكانك اختيار مسار السوق الصحيح في نصف الوقت فقط وتواصل مع ذلك تحقيق الأرباح.
إنّ المسافة الفعلية بين وقف الخسائر وجني الأرباح ستعتمد على أوضاع السوق كالتذبذبات والزوج ومستويات الدعم والمقاومة. بإمكانك تطبيق النسبة نفسها للمخاطر/المكاسب على أي تجارة. إذا كان وقف الخسائر أبعد ب40 نقطة عن سعر الدخول، عليك إذًا تحديد هدف الأرباح عند مستوى أبعد ب40 نقطة و أكثر. إذا كان مستوى الوقف أبعد ب500 نقطة، ينبغي إذًا تحديد هدف الأرباح عند مستوى أبعد ب500 نقطة على الأقلّ.
نموذج عن الإستراتيجية:
على صعيد نماذجنا في هذا المقال، أعطينا مثل عن "تاجر نموذجي" يستعمل أكثر استراتيجيات تداول النطاق اليومية شيوعًا وبساطة، وهي تعقّب مؤشر القوّة النسبية RSI على رسم بياني ل15 دقيقة.
قاعدة الدخول: عندما يتجاوز مؤشر القوّة النسبية RSI مستوى 30، قم بالشراء عند سعر السوق الحالي عند افتتاح الشمعة التالية. عندما يهبط RSI دون مستوى 70، قم بالبيع عند سعر السوق الحالي عند افتتاح الشمعة التالية.
قاعدة الخروج: ستخرج الإستراتيجية من الموقع وتغيّر اتّجاهها عندما تظهر الإشارات المعاكسة.
عند إضافة أوامر وقف الخسائر وجني الأرباح، قد تقفل الإستراتيجية الموقع قبل بلوغ السعر وقف الخسائر أو جني الأرباح، في حال أشار مؤشر القوّة النسبية RSI الى ضرورة إقفال الموقع أو تغييره. عندما يبلغ السعر وقف الخسائر أو جني الأرباح، يغلق الموقع وينتظر النظام لفتح الموقع التالي وفقًا لقاعدة الدخول.
FXSTREET